بعد 24 ساعة على سيناريو مثير أدّى إلى سقوط بوروسيا دورتموند الألماني، وصيف البطل، أمام مضيفه ريال مدريد الإسباني، حامل اللقب، 5-2، استقبل ملعب «مونتجويك» قمة الجولة الثالثة من المجموعة الموحّدة في دوري أبطال أوروبا بين برشلونة الإسباني وضيفه بايرن ميونيخ الألماني، في مباراة ثأرية لأصحاب الدار بعد 6 خسارات متتالية وفضيحة السقوط 8-2 في ربع نهائي عام 2020.
دخل المدرب الألماني هانزي فليك المباراة بتشكيلته المتوقعة 4-3-3 بإشراك الجناحَين الإسباني لامين جمال والبرازيلي رافينيا ويتوسطهما المهاجم البولندي روبرت ليفاندويسكي.
كما خاطر فليك بالاعتماد على وسط ملعب كامل من الشباب وضمّ بيدري غونزاليس، فرمين لوبيز، ومارك كاسادو. واضطرّ إلى إشرك الحارس إيناكي بينيا بدلاً من الألماني مارك-أندريه تير شتيغن المصاب.
بدوره، بدأ المدرب البلجيكي فينسان كومباني بتشكيلة هجومية برسم تكتيكي 4-2-3-1 مع اعتماد الإنكليزي هاري كاين كمهاجم صريح، متقدّماً صانع الألعاب توماس مولر والجناحَين سيرج غنابري والفرنسي مايكل أوليسي.
في الشوط الأول، حقّق رافينيها رقماً قياسياً لبرشلونة بتسجيل أسرع هدف في النظام الجديد من دوري الأبطال (د1)، مغيّراً كل تكتيكات المدربَين.
على وقع الهدف الأول المبكر، هيمنت كتيبة بايرن على وسط الملعب، واعتمدت على العرضيات لمدة 18 دقيقة، حتى أثمرت هدف التعادل عن طريق كاين بعد تمريرة من غنابري عن الجهة اليمنى، التي تُعتبَر الجهة الأضعف في دفاع برشلونة لبطئ حركة الفرنسي جول كوندي.
سريعاً، تدارك فليك الموقف وغيّر طريقة لعب برشلونة من الاستحواذ على الكرة إلى ضغطٍ عالٍ مع دفاعٍ متقدّم لإيقاع الخصم بفخّ التسلّل في حال لعب كرات طويلة إلى كاين أو جناحَيه، بالإضافة إلى كسب الكرة وتضييق المساحات في وسط الملعب.
وأثمرت خطة فليك، عن هدفَين هزّا معنويات بايرن، إذ افتكّ الكاتالونيّون الكرة مرتَين في وسط الملعب وترجموهما إلى هدفَين على ليفاندوفسكي ورافينيا، تاركين أسئلة عديدة حول مستوى وأداء مدافعي ولاعبَي ارتكاز بايرن.
مع انطلاقة الشوط الثاني، حال بايرن العودة إلى الاستحواذ ولعب العرضيات لتقليص الفارق، إلّا أنّ برشلونة كان أسرع منه بكسر الخطوط من خلال 4 تمريرات بينية مباشرة بدأت عند الظهير الأيسر أليخاندرو بالدي إلى بيدري ومنه لجمال فرافينيا الذي بصم على «هاتريك» في مرمى الحارس والقائد مانويل نوير (د56).
على وقع صدمة التأخّر برباعية (بفارق 3 أهداف)، انكبّ كومباني على إجراء التبديلات والانتقال إلى الضغط العالي عبر الأجنحة ولاعبي الوسط المتقدّمين، مع إشراك صانع الألعاب جمال موسيالا.
بيد أنّ تبديلات كومباي لم تثمر خطورة واضحة، ولا تحطيماً لخطوط برشلونة، إنّما كان سوء التركيز عاملاً رئيساً لاستمرار انقطاع الكرات في وسط الملعب، تاركةً المجال أمام هجمات مرتدة سريعة، كادت تسفر عن هدفَين لأصحاب الأرض عبر ليفاندوفسكي.
تعثر ليفركوزن
استقبل «ستاد رودورو»، مباراة بين بريست الفرنسي وباير ليفركوزن الألماني التي انتهت متكافئة على صعيد النتيجة 1-1.
ولم ينكفئ المدرب الفرنسي إيريك روي بعقليته إلى الخلف، على الرغم من الخطورة الهجومية للضيوف، فدفع بتشكيلة 4-3-3 هجومية، معتمداً على بيار ليس ميلو ببناء الهجمة، وخلفه لاعبا الارتكاز مهدي كامارا وهيغو ماغناتي.
في المقابل، دخل المدرب الإسباني تشابي ألونسو بتشكيلته المعتادة 4-2-3-1، واختار البدء بالمهاجم التشيكي باتريك شيك وخلفه صانع الألعاب الألماني يوناس هوفمان والجناحَان فلوريان فيرتز والنيجيري ناثان تيلا. وكما كان متوقعاً بدأ ليفركوزن مستحوذاً وضاغطاً في وسط الملعب، مع صعوبات في بناء اللعب بالنسبة إلى أصحاب الأرض. ولم يطل الانتظار حتى ترجم الألمان ضغطهم إلى هدف السبق، لكنّ الفرنسيّين لم يبقوا في الخلف، واعتمدوا على الكرات الثابتة للتقدّم، فأثمرت محاولتهم عن هدف التعادل من خارج المنطقة، ما جعلهم يتقاسمون نقاط المباراة منذ الشوط الأول.
في الشوط الثاني، حاول ألونسو الانتقال إلى رسم 4-4-2 التكتيكي لزيادة الكثافة العددية في الثلث الأخير من ملعب الخصم وتحديداً في منطقة الجزاء، تزامناً مع السيطرة بالعرض على الملعب والتحوّل إلى الكرات القصيرة المباشرة بين الخطوط بدل العرضيات، والتحوّل سريعاً من الدفاع والهجوم مع مساندة هجومية من لاعبَي الارتكاز.
بالتالي، استبدل ألونسو شيك بالجناح الأيسر أيمين عدلي، فانتقل فيرتز إلى قلب الهجوم، فيما تحوّلت التوغلات على الجهة اليمنى من مهمّة الأرجنتيني إزيكيل بالاسيوس وتيلا إلى الظهير الأيمن البديل جيريمي فرينبونغ، فيما تولّى قيادة وسط الملعب لاعب الوسط السويسري غرانيت تشاكا.
مع هذه التحوّلات في أسلوب ألونسو، لم يكن التفوّق في وسط الملعب كبيراً، على الرغم من المحاولات على المرمى الفرنسي، إذ كانت الالتحامات البدنية صورة للشوط الثاني، ما أسفر عن أكثر من إصابة في صفوف الفريقَين ومنع ليفركوزن من الاستحواذ بأكثر من 59% على الكرة.